فصل: بَاب حد الشّرْب وَذكر الْأَشْرِبَة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الإلمام بأحاديث الأحكام



.بَاب حد السّرقَة:

(1476) عَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لعن الله السَّارِق، يسرق الْبَيْضَة فتقطع يَده، وَيسْرق الْحَبل فتُقطع يَده».
(1477) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها قَالَت: لم تقطع يَد سَارِق فِي عهد رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أقل من ثمن المجنّ، جحفة، أَو ترس، وَكِلَاهُمَا ذُو ثمن.
(1478) وعنها، عَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تقطع يَد السَّارِق إِلَّا فِي ربع دِينَار فَصَاعِدا».
(1479) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما، أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطع سَارِقا فِي مجنّ، قِيمَته ثَلَاثَة دَرَاهِم.
(1480) وَعَن عَائِشَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْها، أَن قُريْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْن الْمَرْأَة المخزومية الَّتِي سرقت، فَقَالُوا من يكلم فِيهَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالُوا: وَمن يجترئ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَة بن زيد حِبّ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَكَلمهُ أُسَامَة فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَشفع فِي حد من حُدُود الله عَزَّ وَجَلَّ»، ثمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ: «يَا أَيهَا النَّاس إِنَّمَا هلك الَّذين من قبلكُمْ أَنهم كَانُوا إِذا سرق فيهم الشريف تَرَكُوهُ، وَإِذا سرق فيهم الضَّعِيف أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد، وإيم الله لَو أَن فَاطِمَة بنت مُحَمَّد سرقت لقطعتُ يَدهَا».
(1481) وَفِي رِوَايَة: كَانَت امْرَأَة مخزومية تستعير الْمَتَاع وتجحده، فَأمر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقطع يَدهَا، فَأَتَى أَهلهَا أُسَامَة فكلموه فَكلم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ... الحَدِيث. أخرجه مُسلم.
(1482) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُتِي بسارق قد سرق شملة، فَقَالُوا: يَا رَسُول الله، إِن هَذَا قد سرق. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا إخَاله سرق». فَقَالَ السَّارِق: بلَى يَا رَسُول الله. فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اذْهَبُوا بِهِ فاقطعوه ثمَّ احسموه، ثمَّ ائْتُونِي بِهِ» فقُطِع فَأتي بِهِ، فَقَالَ: «تب إِلَى الله» فَقَالَ: قد تُبتُ إِلَى الله، قَالَ: «تَابَ الله عَلَيْك». أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ رَحِمَهُ اللَّهُ.
(1483) وَعَن أبي الزبير، عَن جَابر، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيْسَ عَلَى خائن، وَلَا منتهب وَلَا مختلس، قطع». أخرجه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ.
(1484) وَرَوَى أَيْضا من حَدِيث رَافع بن خديج، قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «لَا قطع فِي ثَمَر، وَلَا كثَر». رَوَاهُ من حَدِيث وَاسع بن حبَان، أَن رَافع بن خديج قَالَ: الكثَر هُوَ الجمّار.

.بَاب حد الشّرْب وَذكر الْأَشْرِبَة:

(1485) عَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كل مُسكر خمر، وكل مُسكر حرَام». أخرجه مُسلم.
(1486) وَعِنْده: فِي حَدِيث لأبي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كل مَا أسكر عَن الصَّلَاة، فَهُوَ حرَام».
(1487) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْخمر من هَاتين الشجرتين: النَّخْلَة، والعنبة».
(1488) وَعند أبي دَاوُد من رِوَايَة شهر بن حَوْشَب، عَن أم سَلمَة قَالَت: نهَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن كل مُسكر، ومفتِّر.
(1489) وَعَن سعد بن أبي وَقاص رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أنهاكم عَن قَلِيل مَا أسكر كَثِيره». أخرجه النَّسَائِيّ.
(1490) وَقد ورد: «مَا أسكر كَثِيره، فقليله حرَام». من حَدِيث جمَاعَة مِنْهُم: جَابر، وَعَائِشَة. وأخرجهما أَبُو دَاوُد. وَعَلَى الأول: دَاوُد بن بكر بن أبي الْفُرَات، وَقَالَ أَبُو حَاتِم: لَيْسَ بالمبين. وَأخرج الثَّانِي ابْن حبَان صَحِيحه من حَدِيث أبي عُثْمَان. وَزعم ابْن الْقطَّان أَنه لَا يعرف حَاله.
(1491) وَعند مُسلم من رِوَايَة عَطاء بن أبي رَبَاح: «لَا تجمعُوا بَين الرطب والبُسر، ولَا بَين التَّمْر وَالزَّبِيب».
(1492) وَفِي رِوَايَة عَن عَطاء: «نهَى أَن يُخلط الزَّبِيب وَالتَّمْر، والبُسر وَالتَّمْر».
(1493) وَفِي رِوَايَة عَن أبي سعيد: نَهَانَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَن نخلط بسراً بِتَمْر، أَو زبيباً بِتَمْر، أَو زبيباً ببُسر.
(1494) وَفِي حَدِيث لأبي قَتَادَة: «لَا تنبذوا الزهو وَالرّطب جَمِيعًا، وَلَا تنبذوا الرطب وَالزَّبِيب جَمِيعًا، وَلَكِن انتبذوا كل وَاحِد عَلَى حِدته».
(1495) وَعند أبي دَاوُد عَن رجل من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: نهَى عَن البلح وَالتَّمْر.. الحَدِيث.
(1496) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُنقع لَهُ الزَّبِيب فيشربه الْيَوْم، والغد، وَبعد الْغَد إِلَى مسَاء الثَّالِثَة، ثمَّ يَأْمر بِهِ فيُسْقَى أَو يُهراق. أخرجه مُسلم.
(1497) وَعَن ابْن عَبَّاس، قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من لقى الله مدمن خمر مستحلاً لشربه، لقِيه كعابد وثن». أخرجه ابْن حبَان فِي صَحِيحه.
(1498) وَعَن أبي ساسان حُضين بن الْمُنْذر، قَالَ: شهِدت عُثْمَان بن عَفَّان أُتي بالوليد وَقد صَلَّى الصُّبْح رَكْعَتَيْنِ، ثمَّ قَالَ: أَزِيدكُم؟ فَشهد عَلَيْهِ رجلَانِ- أَحدهمَا حُمران- أَنه شرب الْخمر، وَشهد الآخر أَنه رَآهُ يتقيؤهَا، فَقَالَ عُثْمَان: إِنَّه لم يتقيأهَا حَتَّى شربهَا.
ثمَّ قَالَ: يَا عَلّي قُم فاجلده. فَقَالَ عَلّي: قُم يَا حسن فاجلده. فَقَالَ الْحسن، ولِّ حارَّها من تولى قارَّها- فَكَأَنَّهُ وجد عَلَيْهِ- فَقَالَ: يَا عبد الله بن جَعْفَر، قُم فاجلده، فجلده وعليٌّ يعد حَتَّى بلغ أَرْبَعِينَ، فَقَالَ: أمسك. ثمَّ قَالَ: جلد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعِينَ، وَأَبُو بكر أَرْبَعِينَ، وَعمر ثَمَانِينَ، وكلٌّ سُنَّة وَهَذَا أحب إليَّ. أخرجه مُسلم. وحضين بالضاد الْمُعْجَمَة من الْأَفْرَاد.
(1499) وَفِي حَدِيث البُخَارِيّ: أما مَا ذكرت من شَأْن الْوَلِيد فسآخذ فِيهِ بِالْحَقِّ إِن شَاءَ الله، ثمَّ دَعَا عليا فَأمره أَن يجلده، فجلده ثَمَانِينَ.

.كتاب السّير سُوَى مَا تقدم:

(1500) وَعَن أبي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: سُئِلَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الرجل يُقَاتل شجاعة، وَيُقَاتل حمية، وَيُقَاتل رِيَاء، أَي ذَلِك فِي سَبِيل الله؟ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «من قَاتل لتَكون كلمة الله هِيَ الْعليا فَهُوَ فِي سَبِيل الله».
(1501) وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لكل غادر لِوَاء يَوْم الْقِيَامَة، يرفع لَهُ بِقدر غدرته، أَلا وَلَا غادر أعظم غدراً من أَمِير عَامَّة».
(1502) وَعَن أبي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«الْحَرْب خدعة». أخرجهَا مُسلم.
(1503) وَعَن عبد الله بن كَعْب بن مَالك، أَن جَيْشًا من الْأَنْصَار كَانُوا بِأَرْض فَارس مَعَ أَمِيرهمْ، وَكَانَ عمر يعْقد الجيوش فِي كل عَام، فشُغل عَنْهُم عمر، فَلَمَّا مر الْأَجَل قفل أهل ذَلِك الثغر، فَاشْتَدَّ عَلَيْهِم، وأوعدهم وهم أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا: يَا عمر، إِنَّك غفلت عَنَّا، وَتركت فِينَا الَّذِي أَمر بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من إعقاب بعض الغزية بَعْضًا. أخرجه أَبُو دَاوُد.
(1504) وَعَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث إِلَى بني لحيان: ليخرج من كل رجلَيْنِ رجل، ثمَّ قَالَ للقاعد: إيكم خلف الْخَارِج فِي أَهله وَمَاله، بِخَير، كَانَ لَهُ مثل نصف أجر الْخَارِج. أخرجه مُسلم.
(1505) وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم فتح مَكَّة: «لَا هِجْرَة، وَلَكِن جِهَاد وَنِيَّة، وَإِذا استنفرتم فانفروا». مُتَّفق عَلَيْهِ.
(1506) وَرَوَى أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ، من حَدِيث يَحْيَى بن حَمْزَة، عَن عَطاء الْخُرَاسَانِي، حَدثنِي ابْن مُحيريز، عَن عبد الله بن السَّعْدِيّ، قَالَ: قَالَ لي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَنْقَطِع الْهِجْرَة مَا قوتل الْكفَّار». وَأخرجه ابْن السكن أتم مِنْهُ.
(1507) وَأخرجه ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث بُسر بن عبيد الله، عَن عبد الله بن مُحيريز، عَن عبد الله بن وقدان الفرضي، وَكَانَ مسترضعاً فِي بني سعد بن بكر، وَكَانَ يُقَال لَهُ: عبد الله بن السَّعْدِيّ، وَفِي إِسْنَاده اخْتِلَاف، وهُوَ عِنْد النَّسَائِيّ من غير هَذَا الْوَجْه.
(1508) وَعَن عبد الله بن مَسْعُود أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْلَا أَنَّك رَسُول- يَعْنِي رَسُول مُسَيْلمَة الْكذَّاب- لقتلتك». أخرجه النَّسَائِيّ وَهُوَ فِي الصَّحِيح فِي قصَّة بِمَعْنَاهُ.
(1509) وَعند النَّسَائِيّ من حَدِيث عبد الله بن فَيْرُوز الديلمي، عَن أَبِيه، أَنه قَالَ: أتيت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَأْس الْأسود الْعَنسِي. وَرَاوِيه ضَمرَة ثِقَة، وقيل: لم يُتابع عَلَيْهِ.
(1510) وَعَن عَلّي رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: بَعَثَنِي رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنا، وَالزُّبَيْر، والمقداد، فَقَالَ: «انْطَلقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَة خَاخ، فَإِن بهَا ضعينة مَعهَا كتاب فَخُذُوهُ مِنْهَا».. الحَدِيث. وَفِيه: فَأَخْرَجته من عقاصها، فأتينا بِهِ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذا فِيهِ: من حَاطِب بن أبي بلتعة إِلَى نَاس من الْمُشْركين من أهل مَكَّة يُخْبِرهُمْ بِبَعْض أَمر رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِيه: فَقَالَ عمر: دَعْنِي يَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أضْرب عنق هَذَا الْمُنَافِق فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّه قد شهد بَدْرًا»... الحَدِيث. وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.
(1511) وَعَن أبي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أطعموا الجائع، وعودوا الْمَرِيض، وفكوا العاني». أخرجه البُخَارِيّ.
(1512) وَعَن أبي هُرَيْرَة: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث أبان بن سعيد بن الْعَاصِ عَلَى سَرِيَّة من الْمَدِينَة قبل نجد، فَقدم أبان بن سعيد، وَأَصْحَابه عَلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَر بعد أَن فتحهَا... الحَدِيث. وَفِيه: فَلم يُسهم لَهُم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئا. وَهُوَ عِنْد أبي دَاوُد من حَدِيث إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش، عَن الزبيدِيّ.
(1513) وَعِنْده من حَدِيث ابْن عمر: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْهم لرجل ولفرسه ثَلَاثَة أسْهم: سَهْما لَهُ وسهمين لفرسه. وَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ.
(1514) وَعند الدَّارَقُطْنِيّ: فِي بعض الرِّوَايَات: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُسهم للخيل: للفارس سَهْمَيْنِ، وللراجل سَهْما.
(1515) وَعَن أبي الجويرية قَالَ: قَالَ لي معن بن يزِيد السّلمِيّ سَمِعت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «لَا نفل إِلَّا من بعد الْخمس». رَوَاهُ أَبُو بكر بن أبي شيبَة.
(1516) وَمن حَدِيث رَافع بن خديج: أَنهم أَصَابُوا غَنَائِم، فقسم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَينهم فَعدل بَعِيرًا بِعشر شِيَاه. وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ.
(1517) وَرَوَى مَالك، عَن زيد بن أسلم، عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ عمر: لَوْلَا آخر الْمُسلمين مَا افتتحت قَرْيَة إِلَّا قسمتهَا، كَمَا قسم رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَر. لفظ أبي دَاوُد.
(1518) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما: أَن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد كَانَ ينفل بعض من يبْعَث فِي السَّرَايَا لأَنْفُسِهِمْ خَاصَّة سُوَى قسم عَامَّة الْجَيْش، وَالْخمس فِي ذَلِك وَاجِب كُله. مُتَّفق عَلَيْهِ.
(1519) وَعَن حبيب بن مسلمة، قَالَ: شهِدت رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نفل الرّبع فِي البدأة، وَالثلث فِي الرّجْعَة. أخرجه أَبُو دَاوُد، وألزم الدَّارَقُطْنِيّ الشَّيْخ تَخْرِيج حَدِيث حبيب بن مسلمة.
(1520) وَثَبت أَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَىَ بأمرأة نَاسا من الْمُسلمين كَانُوا أَسْرَى بِمَكَّة. وَهُوَ فِي صَحِيح مُسلم بِمَعْنَاهُ من حَدِيث سَلمَة.
(1521) وَعِنْده فِي حَدِيث لأبي هُرَيْرَة: «وَأَيّمَا قريةٍ عَصَتْ عَلَى الله وَرَسُوله، فَإِن خمسها لله وَلِرَسُولِهِ، ثمَّ هِيَ لكم».
(1522) وَعَن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ كَانَت أَمْوَال بني النَّضِير مِمَّا أَفَاء الله عَلَى رَسُوله مِمَّا لم يوجف عَلَيْهِ الْمُسلمُونَ بخيل وَلَا ركاب، فَكَانَت للنَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّة، فَكَانَ ينْفق عَلَى أَهله نَفَقَة سنة، وَمَا بَقِي يَجعله فِي الكراع وَالسِّلَاح عدَّة فِي سَبِيل الله تَعَالَى. مُتَّفق عَلَيْهِ وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ.
(1523) وَمن حَدِيثه أَيْضا أَنه سمع رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «لأخرجنَّ الْيَهُود وَالنَّصَارَى من جَزِيرَة الْعَرَب حَتَّى لَا أدع إِلَّا مُسلما». أَخْرجُوهُ إِلَّا البُخَارِيّ.
(1524) وَرَوَى مَالك، عَن ثَوْر بن زيد، عَن أبي الْغَيْث سَالم مولَى ابْن مُطِيع، عَن أبي هُرَيْرَة أَنه قَالَ: خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَام خَيْبَر قَالَ فَلم نغنم ذَهَبا وَلَا وَرقا إِلَّا الثِّيَاب، وَالْمَتَاع، وَالْأَمْوَال. قَالَ: فَوجه رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْو وَادي الْقرى، وَقد أُهدي لرَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عبد أسود يُقَال لَهُ مدْعَمُ، حَتَّى إِذا كَانَ بوادي الْقرى فَبينا مدعم يحط رَحل رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ سهم عائر فَقتله. فَقَالَ النَّاس: هَنِيئًا لَهُ الْجنَّة. فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كلا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، إِن الشملة الَّتِي أَخذهَا يَوْم خَيْبَر من الْغَنَائِم لم تصبها المقاسم لتشتعل عَلَيْهِ نَارا». فَلَمَّا سمعُوا ذَلِك جَاءَ رجل بِشِرَاك أَو شراكين إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «شِرَاك من نَار أَو شراكان من نَار». مُتَّفق عَلَيْهِ.
(1525) وَرَوَى البُخَارِيّ من حَدِيث ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: كُنَّا نصيب الْمَغَانِم مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مغازينا الْعَسَل وَالْعِنَب فنأكله وَلَا نرفعه.
(1526) وَعَن معَاذ بن جبل رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، قَالَ: غزونا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَر فأصبنا غنما، فقسم فِينَا رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَائِفَة، وَجعل بقيتها فِي الْمغنم. أخرجه أَبُو دَاوُد فِي قصَّته، وَذكر ابْن الْقطَّان أَن رِجَاله ثِقَات.
(1527) وَرَوَى ابْن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت حَدِيثا، فِيهِ: وَقَالَ: أَخذ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم خَيْبَر وبرة من جنب بعير ثمَّ قَالَ: «يَا أَيهَا النَّاس إِنَّه لَا يحل لي مِمَّا أَفَاء الله عَلَيْكُم قدر هَذِه إِلَّا الْخمس والخُمس مَرْدُود عَلَيْكُم، فأدوا الْخَيط والمخيط، وَإِيَّاكُم والغلول، فَإِنَّهُ عَار عَلَى أَهله يَوْم الْقِيَامَة»... الحَدِيث.
(1528) وَعَن ابْن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهما قَالَ: ذهب فرس لَهُ فَأَخذه الْعَدو، فَظهر عَلَيْهِم الْمُسلمُونَ، فَرد عَلَيْهِ فِي زمن رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأبق عبد لَهُ فلحق بِأَرْض الرّوم، فَظهر عَلَيْهِم الْمُسلمُونَ فَرده عَلَيْهِ خَالِد بن الْوَلِيد، يَعْنِي بعد النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا، وَوَصله أَبُو دَاوُد، وَاللَّفْظ لحديثه.
(1529) وَعَن بُكير بن الْأَشَج، أَن الْحسن بن عَلّي بن أبي رَافع حَدثهُ أَن أَبَا رَافع أخبرهُ أَنه أقبل بِكِتَاب من قُرَيْش إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: فَلَمَّا رَأَيْت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُلقي فِي قلبِي الْإِسْلَام. قَالَ فَقلت: يَا رَسُول الله، إِنِّي وَالله لَا أرجع إِلَيْهِم أبدا. فَقَال رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي لَا أخيس الْعَهْد، وَلَا أخيس الْبرد، وَلَكِن ارْجع إِلَيْهِم، فَإِن كَانَ فِي قَلْبك الَّذِي فِي قَلْبك الْآن فَارْجِع». قَالَ: فَرَجَعت إِلَيْهِم، ثمَّ إِنِّي أَقبلت إِلَى رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأسْلمت. قَالَ بُكير: وَأَخْبرنِي أَن أَبَاهُ أَبَا رَافع كَانَ قبطياً. لفظ رِوَايَة ابْن حبَان وَالْحسن هَذَا لم أره فِي كتاب ابْن أبي حَاتِم فَإِن كَانَ عرف حَاله فباقي الْإِسْنَاد لَا نظر فِيهِ.